تقلّبت الأسهم الأمريكية بين المكاسب والخسائر يوم الأربعاء مُغلقة تداولاتها لليوم في تغيّر طفيف عمّا كانت عليه عند انتهاء تداولات يوم الثلاثاء. ومن جانبها، تتحرك عقود الأسهم الأمريكية والأوروبية الآجلة بلا اتجاه محدد، لا سيما في ظلّ موازنة المستثمرين بين إمكانية جني الأرباح بعد المكاسب الجيدة المحققة أو مجاراة الاتجاه التصاعدي الذي ميّز شهر فبراير. وأمّا في آسيا، أسهم إغلاق الأسواق في الصين واليابان وكوريا الجنوبية بمناسبة الأعياد في الحد من أنشطتها.

وأصبحت بيانات التضخم أكثر المؤشرات الاقتصادية متابعة بالنظر إلى حجم الجدل القائم حول توقعاتها طويلة الأجل وأثرها على الأسواق المالية. وكانت الأسعار الاستهلاكية الرئيسية في الولايات المتحدة قد أظهرت يوم أمس مؤشراً بسيطاً يدعو للقلق، لا سيما مع حفاظ الأسعار على مستواها في شهر يناير بالمقارنة مع ديسمبر الماضي.

وبرغم الإشكالية التي يطرحها ارتفاع معدلات التضخم، فلا يبدو بأنّه يُمثل أيّ مخاطر حقيقية في الوقت الراهن. وحتى في حال بدأت الأسعار بالارتفاع باتجاه 2%، أو حتى تجاوزتها، لن يبعث هذا بأي مخاوف لدى المستثمرين الذين يتوقعون زيادة أسعار الأسهم. وكان رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، قد أوضح يوم أمس بقاء السياسة النقدية الميسرة على حالها لغاية استعادة الاقتصاد لكافة الوظائف التي خسرها أثناء الأزمة. كما أعرب عن رغبته بوصول التضخم لحاجز الـ 2% قبل التفكير بتخفيف قيود السياسة المعتمدة.

وتراجعت عائدات السندات طويلة الأجل بشكل ملحوظ مع هبوط عائدات سندات الخزينة الأمريكية التي تستحق بعد ثلاثين عاماً بواقع 9 نقاط أساس من أعلى المستويات المسجلة يوم الإثنين عند 2%. بينما انكمشت عائدات السندات التي تستحق بعد عشرة أعوام بواقع 6 نقاط أساس من أعلى مستوياتها. ولا توجد مؤشرات تبعث على القلق في أوساط المستثمرين في الأسهم، لا سيما في ضوء عدم تسجيل العائدات لأي زيادات حادة واستمرار تحسن البيانات الاقتصادية والإيرادات المؤسسية.

ومع ذلك، ما زال يتعين عليهم إظهار قدر من الانضباط لدى اتخاذ قرارات التداول دون الاكتفاء بمجاراة التوجه العام. وتُواصل بعض نواحي سوق الأسهم ارتفاعها دون أيّ توقف، لا سيما تلك المدفوعة من المتداولين من مشتركي موقع ريديت. وتُعد شركات القنب أحدث المنضمين إلى نطاق اهتمام ريديت، الأمر الذي يزيد قيمة أسهم العديد منها في القطاع دون اعتبار لأيّ تقييمات منطقية في هذا الصدد. ولا بد أن يُدرك المستثمرون بأنّ هذه الأسهم منفصلة بالكامل عن الأساسيات الاقتصادية الخاصة بهم. ولا ضرر بالتأكيد بجني بعض المكاسب من أولئك الذين كانوا قد انضموا لهذا القطاع بالفعل أو نجحوا في دخوله في وقت مبكر.

ستستمر البيئة الحالية في دعم توليد المزيد من المكاسب للسوق الأوسع، لا سيما وأنّ الأقلية فقط تكترث بالإفراط في التقييمات في ظلّ نظام قائم على أسعار فائدة تقارب الصفر. ومع ذلك، لا تُحافظ الأسواق على التوجه ذاته على الدوام، ويُمكن أن نشهد عملية تصحيح بواقع 5 إلى 10% في أيّ مرحلة قريبة.

 وبالتالي، لا بد للمستثمرين أن يُفكروا بالتحوط لإمكانية هبوط قيمة الأسهم والعمل على تحقيق بعض المكاسب على المدى القصير.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.