أسهمت أحداث الأسبوع الماضي في تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للأسواق العالمية؛ حيث كشفت شركتي فايزر وبيونتيك أن اللقاح ضد كوفيد-19 يحقق نتائج مميزة خلال المراحل الأخيرة من التجارب السريرية. وتفوقت هذه المعلومات في أهميتها على الزيادة في أعداد حالات الإصابة ومعدلات الاستشفاء داخل المستشفيات وحالات الوفاة التي يتسبب بها الفيروس.

وتزايد ترقب المستثمرين لما سيحدث بعد الأشهر القليلة المقبلة، لا سيما وأنّه من المرجح أن تأتي بعض اللقاحات الأخرى بالمزيد من النتائج الإيجابية على مدى الأسابيع القادمة، وازداد اليقين لدى الجميع بأنّ الأزمة اقتربت من نهايتها في أسرع وقت ممكن خلال العام المقبل.

ومع ذلك، ما زلنا نجهل موعد وآلية توزيع اللقاح. ولغاية الآن، لا تحمل مثل هذه التفاصيل سوى تأثرات طفيفة على الأسواق، التي تتطلع إلى ما هو أبعد من المدى القصير. وأصبحت ردود فعل المستثمرين منسجمة مع آمالهم المتزايدة بالخروج من الأزمة.

وكانت قطاعات الطيران والضيافة والخدمات المالية والطاقة والتجزئة من بين القطاعات الأكثر تضرراً بسبب تداعيات أزمة كوفيد-19، وأصبحت بدورها الأكثر انتعاشاً بعد الأخبار الصادرة حول اللقاح. ومن جهة أخرى، كان أداء أسهم الشركات التكنولوجية، التي كانت المستفيد الأكبر من الأزمة، أدنى من المستوى الذي سجّلته السوق الأوسع خلال الأسبوع الماضي.

وما زال من غير المؤكد فيما إذا كان تبادل الأدوار هذا مستداماً أم مجرد مرحلة مؤقتة على المدى المنظور. ومع ذلك، يبقى اقتناء الأسهم الحساسة للتقلبات الدورية والاقتصادية أمراً جيداً على المدى الطويل. ومن المتوقع أن تُسجل الإيرادات نمواً من خانتين في عام 2021 في حال اكتشاف اللقاح واستمرار الدعم المالي والنقدي، بينما سيُعاني قطاع التكنولوجيا على مدار العام المقبل في محاولة منه للتفوق على أدائه خلال عام 2020.

ويُمثل تنامي البيئة المواتية لعائدات السندات واحداً من الإشكاليات الرئيسة التي تواجه أسهم النمو؛ إذ تتناسب زيادة عائدات السندات بعد هذه الحدود عكساً مع رغبة المستثمرين في سداد التأمين الخاص بعامل النمو. ومع ذلك، تبقى عائدات السندات بعيدة كُلّ البعد عن معدلاتها طويلة الأمد، ومن المرجح أن تبقى منخفضة لفترة طويلة من العام المقبل.

وليس بالضرورة أن يلجأ المستثمرون إلى إلغاء الشركات التكنولوجية من محفظاتهم في الوقت الراهن، لا سيما في ضوء التوقعات بانخفاض أداء هذه الشركات بالتزامن مع عودة الحياة إلى طبيعتها. إذ ستواصل هذه الشركات لعب دور محوري من حيث تنويع هذه المحفظات، خاصة وأنّها تُعتبر واحدة من أكثر القطاعات امتلاكاً لرأس المال وأقلّها استدانة، بفضل التدفقات النقدية الوفيرة التي تولدها. أتفق بلا شك مع الآراء التي تقول بأنّه جرى تقييم العديد من الأسهم التكنولوجية بأكثر من قيمتها الحقيقية، ولكنّها تبقى الأسهم صاحبة أعلى معدلات نمو للأرباح على المدى الطويل.

وتبقى الأخبار الصادرة حول اللقاح وتدابير الإغلاق وانتقال السُلطة الرئاسية في الولايات المتحدة إحدى مصادر التقلب في السوق على مدى الأسابيع المقبلة، غير أنّها قد تكشف النقاب عن رصيد وافر من الفرص الجيدة لشراء الأصول عند انخفاض أسعارها.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.