سادت مشاعر الحذر الأسواق المالية مع قيام المستثمرين بتقييم التداعيات الممكنة لفرض مزيد من العقوبات ضد روسيا، على خلفية الأحداث المؤسفة في بوتشا، البلدة الواقعة في ضواحي العاصمة كييف.

وتقلّب أداء الأسهم الآسيوية صباح الثلاثاء بسبب ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، بينما ارتفعت مؤشرات النفط بأكثر من 1% جرّاء المخاوف المرتبطة بالعرض. كما تأرجح أداء العقود الآجلة الأوروبية والأمريكية، ما يشير إلى بداية متباينة لجلسة التداولات بالرغم من الإغلاق المرتفع لأسواق الأسهم الأمريكية خلال الليل. أمّا في مجال العملات، استمرت مكاسب الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي يوم أمس مدفوعةً بتوجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وكان الهدوء الذي ساد أنشطة التداول في الذهب أمراً لافتاً.

وقد تكون الأيام المقبلة صعبة في الأسواق العالمية، لا سيما أنّ العوامل الجيوسياسية تأتي على رأس أولويات المستثمرين في المرحلة الراهنة. ودفعت آثار الدمار في بلدة بوتشا الاتحاد الأوروبي وقادة العالم للبحث في احتمالية إقرار مزيد من العقوبات ضد روسيا، لتعزز المخاطر الجيوسياسية المتواصلة مستويات الغموض والتقلب في السوق، ما قد يُضعف الرغبة في المخاطرة ويوفر مزيداً من الدعم لأصول الملاذ الآمن.

ومن ناحيته، حافظ بنك الاحتياطي الأسترالي على أسعار الفائدة عند 0.1% خلال الاجتماع الذي عقده ليلاً، لكن كشف البنك المركزي عن استعداده الأكبر لرفع أسعار الفائدة قريباً، من خلال تنازله عن الموقف الذي يدعو للتحلّي بالصبر. وكانت هذه النبرة الداعمة لرفع أسعار الفائدة كفيلة بتعزيز مكانة الدولار الأسترالي لأعلى مستوياته منذ تسعة أشهر فوق 0.76.

محاضر اجتماعات اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة وخطابات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي تحت دائرة الضوء

قد يتسم هذا الأسبوع بأهمية خاصة بالنسبة للدولار الأمريكي، على خلفية محاضر اجتماعات اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة والخطابات المرتقبة لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي.

ومن المتوقع أن تزود محاضر اجتماعات شهر مارس حول السياسات المستثمرين بتحليلات جديدة، ما يوضح موقف المسؤولين من السياسة النقدية بعد رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2018. كما ستُحلل مُختلف الأطراف الفاعلة في السوق هذه المحاضر بحثاً عن أي تفاصيل بشأن خطط خفض الميزانية العمومية، والتي قد تبدأ في شهر مايو على أبعد تقدير.

وقد يتحسن الدولار الأمريكي في حال اتسمت محاضر الاجتماع بأيّ نبرة داعمة، مع تناول واضعي السياسات لاحتمالية إقرار زيادة بواقع 50 نقطة أساس في أسعار الفائدة في شهر مايو. وتُشير التوقعات إلى إمكانية تأثر العملة الأمريكية بمجموعة من الخطابات المرتقبة لعدد من واضعي السياسات خلال الأسبوع الجاري أيضاً، بمن فيهم محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد ورئيس الاحتياطي الفدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر وغيرهم.

لمحة على السلع الأساسية – النفط

ارتفعت مؤشرات النفط بأكثر من 1% صباح الثلاثاء، جراء تعزز موقف المضاربين بعد المخاوف المرتبطة بالعرض بسبب النزاع الروسي الأوكراني. وقد ترتفع أسعار النفط الخام في المستقبل القريب، لا سيما مع إعداد الاتحاد الأوروبي لمجموعة جديدة من العقوبات التي قد تستهدف قطاع النفط الروسي.

ومع ذلك، أسهم إعلان الرئيس الأمريكي جون بايدن الأسبوع الماضي حول إطلاق 180 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي بين مايو وأكتوبر في كبح المضاربين على ارتفاع أسعار النفط. وتتمحور الفكرة حول إسهام الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي في سد الفجوة الناجمة عن غياب النفط الروسي، في خطوة قد تحد من المكاسب التصاعدية لهذه السلعة العالمية الأساسية. كما تخضع شنغهاي، أكثر مدن الصين كثافة بالسكان، لتدابير الإغلاق، وبالنظر إلى مكانة الصين كأضخم مستهلك للنفط الخام في العالم، قد يُلقي هذا التطور بظلاله على أسعار النفط.

ويجري تداول خام برنت عند حوالي 109.15 دولار للبرميل عند تاريخ كتابة هذا التقرير، ومن شأن أيّ تحرك في الجانب التصاعدي أن يفتح الباب أمام ارتفاع نحو حاجز الـ 114.50 دولار للبرميل، بينما يمكن أن تتراجع الأسعار نحو 104 دولار للبرميل في حال انخفاضها لما دون 108 دولار للبرميل.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.