سيطرت أجواء من الحذر على الأسواق الآسيوية يوم الثلاثاء، حيث أدى القلق من انتشار متحور أوميكرون في العالم إلى تخفيف الإقبال على المخاطر؛ في حين حافظ الدولار على قوته رغم انخفاض عائدات سندات الخزينة الأمريكية، مع استقرار أسعار الذهب ضمن نطاقها المحدود بانتظار محفز جديد لتوجه الأسعار.

وتباينت صباح الثلاثاء عمليات تداول العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأوروبية بين المستثمرين المترقبين بقلق لقرارات البنك المركزي والتقارير الاقتصادية في الأسبوع القادم؛ حيث من المتوقع أن ترسم القرارات المتعلقة بالسياسات النقدية ملامح الأسواق حتى نهاية العام الجاري، مع التأثير بشكل كبير على أسواق المخاطر.

كما يترقب الجميع نتائج اجتماع اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة يوم الأربعاء فيما يخص السياسات النقدية، رغم تأكيد بنك إنجلترا والبنك المركزي الياباني والبنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري بقاءها على حالها. وما تزال التوقعات تشير إلى إمكانية إعلان الاحتياطي الفدرالي عن تسريع سياسات التيسير الكمي لمواجهة التضخم، مع دعم أسعار الفائدة المرتفعة أكثر من أي وقت مضى؛ مما قد يؤدي إلى الضغط على أسواق الأسهم بشكل ملموس، وتعزيز موقع الدولار.

المستثمرون يترقبون قرار الاحتياطي الفدرالي

ما يزال اجتماع الاحتياطي الفدرالي المتعلق بالسياسات النقدية أهم أحداث هذا الأسبوع بالنسبة للأسواق؛ حيث يترقب المستثمرون قرارات هذا الاجتماع في ظل استمرار تقلّب أسواق الأسهم مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية لأعلى مستوياته منذ 40 عاماً تقريباً، فضلاً عن حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق حالياً نتيجة متحور أوميكرون.

وتجدر الإشارة إلى إعلان اللجنة الفدرالية للأسواق المفتوحة لتخفيف سياسات التيسير الكمي في نوفمبر الماضي، لذا من المتوقع أن يعلن البنك المركزي عن تسريع تخفيف هذه السياسات بدءاً من يناير 2022، مع إجماع المراقبين على مضاعفة سرعة هذه الإجراءات للحد من آثار التضخم. وهذا ما عزز التوقعات برفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة في وقت أبكر مما كان متوقع، حيث يتخذ المتداولون حالياً قراراتهم بناءً على احتمالية بنسبة 73% بإقرار زيادة واحدة على الأقل في أسعار الفائدة في موعد أقصاه مايو 2022 وبنسبة 25% لاعتماد هذه الزيادة في منتصف شهر يونيو من العام المقبل.

ويتركز معظم الاهتمام الحالي على تقرير توقعات الاحتياطي الفدرالي لمستقبل أسعار الفائدة والنشرات الاقتصادية القادمة. وتشير توقعات الاحتياطي الفدرالي إلى اعتقاد غالبية أعضائه بإمكانية إقرار زيادتين لأسعار الفائدة في عام 2022، رغم توقعات واضعي السياسات في شهر سبتمبر الماضي، التي أشارت إلى إمكانية إقرار زيادة واحدة فقط لأسعار الفائدة خلال عام 2022، على أن تتبعها ثلاث زيادات خلال عام 2023، وثلاث زيادات إضافية خلال عام 2024.

لمحة على العملات - زوج الجنيه الإسترليني الدولار الأمريكي

تعثر الدولار الأسترالي خلال جلسة الثلاثاء جرّاء الضغوطات الناتجة عن ازدياد حالات الإصابة بكوفيد-19 في أكثر الولايات كثافةً سكانيةً بأستراليا. وسجلت أعداد الإصابات بكوفيد-19 أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهرين، مما عزز المخاوف المتعلقة بالنتائج الاقتصادية للأزمة الصحية. أما من الناحية الإيجابية، فأشارت التقارير إلى حفاظ مستويات الثقة في قطاع الأعمال على استقرارها فوق معدلاتها طويلة الأمد، رغم الانخفاض الحاد الذي وصل إلى 12 في نوفمبر الماضي بعد أن كانت مستقرةً عند 20 في الشهر الذي سبقه.

وتتواصل الضغوط من الناحية الفنية على زوج عملات اليورو/الدولار الأمريكي في التداولات اليومية، كما يمكن أن يؤدي استمرار الموقف الضعيف دون 0.7180 نقطة إلى مزيد من التراجع نحو 0.7080 و0.7000 نقطة على التتالي.

لمحة عن السلع الأساسية – الذهب

يمكن أن تؤدي اجتماعات البنك المركزي الرئيسية والبيانات الاقتصادية الحالية وتطورات أزمة متحور أوميكرون إلى تأثيرات كبيرة في أسعار الذهب مع اقتراب موسم الأعياد. ويترقب المضاربون اليوم بروز محفز جديد لتوجه أسعار الذهب بعد أن كانت محصورةً ضمن نطاق محدود خلال الأسابيع الماضية.

ويمكن أن يأتي المحفز الجديد من قرارات اجتماع الاحتياطي الفدرالي أو غيره من الأحداث الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر على مستويات الإقبال على المخاطر. ومع احتمال تسريع الاحتياطي الفدرالي للتخفيف من سياسات التيسير الكمي، من المتوقع أن تتأثر أسعار الذهب سلباً مع تعزز قوة الدولار وارتفاع العائدات وزيادة أسعار الفائدة. ولكن في الوقت الحالي، يُمكن إيجاد أقرب مستوى للدعم عند حوالي 1764 دولار أمريكي مع بروز مقاومة على المستوى النفسي عند 1800 دولار أمريكي.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.