• توجهات السوق تحافظ على طابعها المؤقت قُبيل سلسلة من الأحداث البارزة
  • باول يتجه نحو طمأنة الأسواق
  • الأسهم في طريقها لمزيد من الارتفاع في حال حافظ الاحتياطي الفدرالي على سياسته الميسرة
  • المستثمرون متخوفون من الزيادة الضريبية التي اقترحها بايدن
  • النفط لا يزال يركز على المخاطر المتوقعة من جانب الطلب

سجّلت كُلٌّ من الأسهم الآسيوية والعقود الآجلة للأسهم الأمريكية مستويات متباينة من الأداء بالتزامن مع ترقب المستثمرين لسلسلة من الأحداث المتقاطعة الوشيكة، بما فيها التوقعات الأخير للجنة السوق المفتوحة الفدرالية بشأن السياسة وخطط الإنفاق الخاصة بالرئيس بايدن والمزيد من إصدارات الإيرادات من جانب الشركات التكنولوجية الضخمة.

وفي ظل هذه الأحداث البارزة المرتقبة يوم الأربعاء، تجد الأسواق نفسها في مواجهة الارتفاع في عائدات سندات الخزينة، علماً أن تلك السندات التي تستحق بعد عشرة أعوام قد تجاوزت الحاجز النفسي عند 1.60% مُسجلة أعلى مستوياتها على مدى أسبوعين. ومع ذلك، يُشير هبوط مؤشر فيكس لما دون مستوى الـ 20 درجة إلى توقع نوع من الهدوء في سوق الأسهم على مدى الأيام الثلاثين المقبلة برغم ما نترقبه اليوم من مسببات للتقلب في الأسواق.

وليس رد الفعل الإيجابي الذي شهدناه يوم الثلاثاء بعد ساعات من إصدار شركة ألفابِت لتقريرها حول الإيرادات الضخمة التي حققتها وإعلانها عن عملية إعادة شراء أسهم بقيمة 50 مليار دولار سوى مؤشر إلى الدعم الذي تحظى به المؤشرات الأمريكية القياسية. ومع ذلك، قابلت السوق رد الفعل هذا بتراجع في أسعار أسهم مايكروسوفت في التداولات اللاحقة لإغلاق السوق برغم النتائج الأفضل من المتوقعة التي حققتها عن الربع الأول من العام.

الاحتياطي الفدرالي يتجه نحو الحفاظ على استقرار الأسواق

تُرجح التوقعات عدم إجراء لجنة السوق المفتوحة الفدرالية لأي تغييرات على سياستها خلال اجتماعها المرتقب اليوم، بينما يتجه رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول إلى الالتزام بالتعهدات السابقة والتأكيد على التزام الاحتياطي الفدرالي بموقفه الميسر للغاية. غير أنّ الأسواق تبقى مستعدة لانتهاز أي فرصة تطرحها أدنى التلميحات حول تطبيع السياسات في خضم الانتعاش الاقتصادي الذي بات يكتسب المزيد من الشعبية يوماً بعد يوم. ومن المرجح أن تُواصل الأسهم الأمريكية صعودها نحو أرقام قياسية جديدة ما دام الاحتياطي الفدرالي عازماً على ترك سياساته على وضعها الراهن دون أي تغيير.

وتقع على الاحتياطي الفدرالي مسؤولية التعبير عن نواياه بوضوح، لا سيما وأنّ أي تقليص في سياسة التيسير الكمي وارتفاع في أسعار الفوائد أو معدلات المخاطر ستودي بالأسواق نحو حالة من الاضطراب الشديد. وفي حين تبقى مثل هذه الاحتمالات مستبعدة على الأرجح لغاية الآن، فلن يُثني ذلك المستثمرين عن رسم ملامح توقعاتهم حيال مثل هذه الاحتمالات بشأن السياسة النقدية الأمريكية، لا سيما في حال استمرت البيانات الإحصائية في تسليط الضوء على الأشواط الكبيرة التي تقطعها الولايات المتحدة نحو مرحلة ما بعد كوفيد-19. ومن المتوقع أن يسهم ما سيصدر يوم الخميس من تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي عن الربع الأول وتقرير مطالبات إعانات البطالة الأسبوعي في دعم هذه التوقعات المتفائلة حيال الاقتصاد الأمريكي، بينما تُسهم أيضاً في تعزيز توقعات السوق بشأن التعديلات التي سيُقرها الاحتياطي الفدرالي على سياساته في نهاية المطاف.

مخاوف زيادة ضريبية تحوم حول خطاب بايدن المرتقب

لن يقتصر تركيز المستثمرين اليوم عندما يخاطب الرئيس جو بايدن أعضاء الكونغرس، للمرة الأولى من منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، على تأثيرات "خطة العائلات الأمريكية" التي اقترحها على الاقتصادي الأمريكي؛ إذ سيترقبون معرفة سُبل التمويل المقترحة لخطط الإنفاق هذه. وقد تركّز تفكير المستثمرين منذ الأسبوع الماضي على احتمالات زيادة ضريبة الأرباح الرأسمالية إلى جانب الزيادة المقترحة بالفعل على الضرائب المؤسسية، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على الأجواء التفاؤلية المحيطة بالأسهم الأمريكية في الفترة المقبلة.

وفي حين نُرجّح توجه مؤشري ستاندرد آند بورز500 وداو جونز نحو تسجيل مستويات قياسية جديدة على المدى القريب، قد يكون مؤشر ناسداك، المختص بالشركات التكنولوجية، عُرضة للتراجع بالنظر إلى كون عمالقة التكنولوجيا الهدف الأول والرئيسي لجامعي الضرائب.

ارتفاع أسعار النفط بعد قرارات مجموعة أوبك بلس التي تسهم في تحسين آفاق الطلب

أسهم قرار مجموعة أوبك بلس بالمضي في استعادة مستويات إمداداتها السابقة على مدى الأشهر الثلاثة في المقبلة في تعزيز الأرباح التي حققتها العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط يوم الثلاثاء ولغاية كتابة هذا التقرير. ويبدو التحالف واثقاً حيال قدرة ظروف العرض والطلب العالمية على استيعاب كمية إضافية من البراميل، برغم التطورات المقلقة والمتواصلة التي تشهدها الاقتصادات الرئيسية، مثل الهند والبرازيل، فيما يتعلق بأزمة كوفيد-19.

ومع ذلك، ما يزال وصول سعر برميل خام برنت إلى حاجز السبعين دولاراً أمريكياً احتمالاً مستبعداً في الوقت الراهن، باستثناء بعض المؤشرات الأكيدة حول قدرة عدد أكبر من الاقتصادات الرئيسية على المشاركة في انتعاش مستويات الطلب العالمية.

كما لا تزال عوامل مثل استمرار حملات نشر اللقاح وتخفيف القيود المفروضة للحد من انتشار كوفيد-19 ضرورية للغاية لتبرير أي ارتفاع تدريجي في مستويات إنتاج النفط. ويجب أن تواصل الأسواق ثقتها بأن التعافي لا يزال على المسار الصحيح من أجل الحفاظ على أسعار برنت فوق متوسطها المتحرك لمدة 50 يوماً.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.