سادت أجواء من الحذر تداولات الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء على خلفية إغلاق بورصة وول ستريت ضمن النطاقات السالبة خلال الليل نتيجة للتداعيات الخطيرة التي تركتها عوامل، مثل مخاوف النمو والتضخم والتوترات السياسية، على مستويات الإقبال على المخاطر. واستهلت الأسواق الأوروبية بمستويات أدنى من التداول جرّاء تفاقُم الأزمة في أوكرانيا، مع ترجيحات بعودة الحذر إلى الأسواق الأمريكية بعد ظُهر اليوم. وأمّا في مجال العملات، ارتفع الدولار القوي إلى أعلى مستوياته على مدى عامين في التداولات المُبكّرة مدعوماً بارتفاع عائدات سندات الخزينة والتوقعات باتجاه الاحتياطي الفدرالي إلى زيادة أسعار الفائدة. وسجّل الذهب تراجعاً طفيفاً بعدما قارب الوصول إلى مستوى 2000 دولار أمريكي للأونصة في جلسة التداول السابقة، بينما استقرت مؤشرات النفط بعد الزيادة التي شهدتها يوم الإثنين.

ويبدو بأنّ الأسواق المالية ستشهد أسبوعاً حافلاً بالتقلبات والأحداث برغم العطلة الرسمية في معظم أرجاء القارة الأوروبية يوم أمس. وأدت التعليقات الأخيرة الصادرة عن البنك الدولي إلى زيادة مستويات الحذر التي ستؤثر على الأرجح على توجهات السوق على مدى الجلسات القليلة المقبلة. وخفض البنك توقعات النمو العالمية الصادرة عنه لعام 2022 بمُعدّل نقطة مئوية كاملة تقريباً عند 3.2% بالمقارنة مع 4.1% سابقاً، في خُطوة تُعزى إلى الحرب في أوكرانيا وارتفاع التضخم والآثار التي خلّفتها أزمة كوفيد-19. كما سيُصدر صندوق النقد الدولي في وقتٍ لاحق من اليوم النُسخة المحدثة من توقعاته الاقتصادية العالمية، مع توقعات بتراجع معدلات النمو في مُختلف الأسواق خلال العام الجاري. وقد يُلقي مثل هذا التطور بظلاله على ثقة المستثمرين ويُعزز من الإقبال على أصول الملاذ الآمن.

ومن ناحية الإيرادات، تعتزم كُلٌّ من جونسون آند جونسون وشركة ترافيليرز للتأمين إصدار أحدث نتائجهما قبل قرع جرس افتتاح جلسات التداول. كما ستنشر نتفليكس، الرائدة في مجال بث المحتوى عبر الإنترنت، أرباحها بعد إغلاق السوق. وسيُركز المتداولون أيضاً على الخطابات المرتقبة من شخصيات بارزة، مثل رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

الدولار الأمريكي يستعرض قُوّته في أسواق العملات

عزّز الدولار الأمريكي من مكانته في ريادة أسواق العملات هذا الصباح مع تسجيل زيادة جديدة هي الأعلى على مدار عامين مع ترقُّب المستثمرين للإعلان لمزيد من الزيادات القوية في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. وأخذت الأسواق بالحسبان اعتماد زيادة تصل إلى 50 نقطة أساس في أسعار الفائدة خلال اجتماع الاحتياطي الفدرالي لشهر مايو، مع احتمالات كبيرة بإقرار زيادة جديدة بمعدل نصف نقطة أساس خلال شهر يونيو. ويجد المضاربون على ارتفاع الأسعار أنفسهم لدفع الأسعار إلى مستويات أعلى بالنظر إلى الارتفاع الذي سجّله الدولار مقابل جميع نظيراته من العملات العشرة الرئيسية هذا الشهر.

ومع ترقُّب ما يحمله الأسبوع المقبل من خطابات لمسؤولي الاحتياطي الفدرالي، ستتعزز المكاسب التصاعدية في حال اتفقت جميع هذه الخطابات على نبرة واحدة داعمة لزيادة أسعار الفائدة. وسمعنا بلا شك ما صدر عن بولارد خلال الليل حول انفتاحه على قرار زيادة أسعار الفائدة بمعدل 75 نقطة مئوية. ويُمكن لمؤشر الدولار الأمريكي أن يتجاوز مستوى 103.00 في حال نجح في ضمان إغلاق قوي فوق حاجز الـ 101.00.

لمحة عن السلع الأساسية: الذهب

في أعقاب تداوله على مقربة من حاجز 2000 دولار أمريكي للأونصة في الجلسة السابقة، عاد الذهب للتداول حول مستوى 1974 دولار للأونصة عند تاريخ كتابة هذا التقرير. وقد يتأثر الذهب بالكثير من القوى المتنازعة، لا سيما في ضوء تنوّع القضايا التي من المتوقع أن تُؤثر على توجهات السوق خلال الأسبوع الجاري. وتسهم المخاطر الجيوسياسية المتزايدة ومخاوف النمو العالمية في تعزيز تجنُّب المخاطر وتدفع المستثمرين للتحوط في الملاذ الآمن الذي يُوفره الذهب. ومع ذلك، قد تُسهم عوامل مثل ارتفاع قيمة الدولار وزيادة عائدات سندات الخزينة والتوقعات برفع الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة في تشكيل العديد من المعوقات خلال الفترة المقبلة.

ومن الناحية الفنية، يتمتع الذهب بالقدرة على التداول عند مستويات أعلى، غير أنّ الأسعار في طريقها لتشكيل نطاق جديد على ما يبدو. إذ يُمكن أن يتكون مستوى دعم حول 1960 دولار للأونصة ومستوى مقاومة عند 2000 دولار للأونصة. وقد يؤدي أي تراجع لما دون 1960 دولار للأونصة إلى عمليات تصفية تصل بالذهب إلى 1920 دولار للأونصة. بينما قد يفتح تسجيل ارتفاع ملموس فوق حاجز 2000 دولار للأونصة الباب أمام زيادات جديدة عند 2009 و2015 و2050 دولار للأونصة، على الترتيب.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.