تباين أداء الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء جرّاء غياب أيّ إشارات من بورصة وول ستريت عقب عطلة وطنية تشهدها الولايات المتحدة. وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية والأمريكية وسط الزيادة التي تعيشها عائدات سندات الخزينة، وبالتزامن مع ترقب المستثمرين لتوجه الاحتياطي الفدرالي لرفع أسعار الفائدة في أربع مناسبات خلال العام الجاري لكبح جماح التضخم. وواصل خام برنت منحاه التصاعدي مُسجلاً أعلى مستوياته منذ عام 2014 جرّاء التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بينما تقلب الذهب بعد تجاوزه حاجز 1810 دولار للأونصة. وأمّا في أسواق العملات، عزّز الدولار القوي من موقفه مع تراجع الين الياباني هذا الصباح بعد اختتام بنك اليابان لاجتماع امتد على يومين للتباحث في سياسته المالية دون اعتماد أيّ تغييرات كبيرة في هذا الصدد.

وستكون الأسواق المالية على موعد مع أسبوع حافل بلا شك، مع استيعاب المستثمرين للعوامل المتنوعة المؤثرة على التوجهات العالمية. وستترقب أسواق الأسهم النتائج المالية للشركات لتحديد التوجه المناسب اعتماده بالتزامن مع وصول موسم الإعلان عن إيرادات الربع الأخير للعام الماضي من ذروته. وتُقدم التقارير الصادرة عن البنوك الأمريكية لغاية الآن صورة متباينة، مع إغلاق جي بي مورغان تشيس، إحدى المؤسسات المالية الرائدة، بتراجع تجاوز نسبة 6% يوم الجمعة في أعقاب ما صدر عن البنك حول دور التكاليف المتزايدة في الحد من الأرباح خلال عام 2022، برغم ما سجله من تحقيق إيرادات استثنائية عن العام بأكمله. وستتجه الأنظار خلال الأسبوع الجاري نحو الشركات الضخمة، مثل جولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا ونتفليكس وغيرها.

وتتمحور أهم القضايا التي تشغل بال المستثمرين في الوقت الراهن حول أثر ارتفاع معدلات التضخم وظهور متحور أوميكرون على إيرادات الربع الأخير. وقد نشهد تراجع الثقة في أوساط المضاربين على ارتفاع أسعار الأسهم في حال مررنا بأسبوع آخر من النتائج المتباينة أو المخيبة للآمال، لا سيما مع تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز500 بنسبة فاقت 2% منذ بداية العام.

أسبوع حافل بانتظار الجنيه الإسترليني

قد تدفع سلسلة من التقارير الاقتصادية الرئيسية والأحداث السياسية المحتملة في وستمنستر الجنيه الإسترليني نحو مرحلة من التقلب خلال الأسبوع الجاري.

وبقيت توقعات السوق مرتفعة حيال توجه بنك إنجلترا لرفع أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل، مع اتخاذ المتداولين لقراراتهم بناءً على احتمالية بنسبة 91% برفع أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس. وقد يتعزز سيناريو رفع أسعار الفائدة خلال الأسبوع الجاري في حال توافقت البيانات المنتظرة مع التوقعات أو نجحت في تجاوزها.

وعلى الصعيد السياسي، يبقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تحت كمٍّ كبير من الضغوط لتقديم استقالته بسبب فضيحة ’حفلات داونينغ ستريت‘. ويبدو بأنّ الأمور في طريقها للتصعيد، لا سيما بالنظر إلى التقارير حول تقديم حوالي 30 من نواب حزب المحافظين لخطابات حجب الثقة من الحكومة. والجدير بالذكر أنّه لا بُد من تقديم ما يصل إلى 54 خطاب حجب للثقة للسير جراهام بريدي، رئيس لجنة 1922 المسؤولة عن تنظيم المنافسة على زعامة حزب المحافظين، لكي يُقر عملية التصويت على حجب الثقة.

ومن الناحية الفنية، يُواصل زوج عملات الجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي ارتفاعه على الجداول البيانية اليومية. ومع ذلك، نلمس وجود مقاومة حول المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم عند 1.3734. ويمكن توقع حدوث انخفاض نحو 1.3600 في أعقاب هذا الارتفاع القوي عن أدنى المستويات المسجلة في ديسمبر، قبل أن يقوم المضاربون على ارتفاع قيمته باسترجاع الزخم والدفع به نحو مستويات 1.3700 و1.3830.

لمحة على السلع الأساسية – النفط

استهل النفط الخام جلسات التداول ليوم الثلاثاء بتسجيل ارتفاع جديد لمستويات هي الأعلى منذ سبعة أعوام في تحرك يُعزى إلى التوترات الجيوسياسية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط. وادّعت مجموعة من المقاتلين اليمنيين المدعومين من إيران شنّ هجمات بطائرات الدرون على دولة الإمارات، ثالث أضخم منتج للنفط في منظمة أوبك. وارتفع خام برنت بنسبة 2% خلال الأسبوع الجاري، علماً أنّ أسعاره ازدادت بما يقارب 13% منذ بداية العام الجاري. وتجاوزت الأسعار حاجز 87.70 دولار للبرميل هذا الصباح، علماً أنّ المضاربين على ارتفاع أسعاره يترقبون وصوله إلى أهداف جديدة تحوم حول 88 و90 دولار للبرميل.

لمحة على السلع الأساسية – الذهب

قد يتعرض الذهب إلى خسائر كبيرة خلال الأسبوع الجاري في حال نجح الدولار الأمريكي في استعادة زخمه مع ارتفاع عائدات سندات الخزينة. وكان المعدن الثمين قد أظهر نوعاً من المرونة خلال جلسات التداول الماضية مُستغلاً تراجع الدولار للارتفاع لما فوق 1810 دولار للأونصة.

ومع ذلك، وبالنظر إلى طبيعة الذهب صفرية العائدات، قد تكون الفترة المقبلة مليئة بالتقلبات والصعوبات أمام الذهب، لا سيما مع تحوّل زيادة أسعار الفائدة إلى حقيقة واقعة. وتتراكم الضغوط التي يتعرض لها الذهب برغم ما تُقدمه عوامل مثل مخاطر التضخم والغموض الذي يلف متحور أوميكرون من دعم للمضاربين على ارتفاع قيمة الذهب.

وتبقى الأسعار من الناحية الفنية ضمن نطاقات متقلبة. وسيفسح أيّ انخفاض لما دون 1810 دولار للأونصة المجال أمام هبوط جديد نحو 1800 و1786 و1770 دولار للأونصة. بينما قد يطمح المضاربون على ارتفاع أسعار الذهب لارتفاعات جديدة نحو 1831 و1845 دولار للأونصة في حال ثبتت موثوقية مستوى الدعم عند 1810 دولار للأونصة.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.