واصلت الأسواق الآسيوية تحسُّنها يوم الثلاثاء برغم جلسة التداول الباهتة التي شهدتها وول ستريت خلال الليل، في خطوة تُعزى إلى القراءة المتفائلة للمستثمرين لأول قمة افتراضية تجمع الرئيسين بايدن وشي جين بينغ بشكل شخصي.

وجاء هذا التطور ليشكّل مُتنفساً للجميع ويعزّز الآمال بتحسّن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، لا سيما بالنظر إلى التوترات المتصاعدة بين الطرفين. وقد تُلقي هذه الأجواء الإيجابية في آسيا بآثارها على الأسهم الأوروبية هذا الصباح قُبيل انطلاق يوم حافل آخر في الأسواق المالية.

ومن جانب آخر، سيترقب الجميع بعضاً من أبرز التقارير الاقتصادية الصادرة عن الاقتصادات الرئيسية حول العالم، بما في ذلك أرقام الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو عن الربع الثالث، وبيانات الوظائف في المملكة المتحدة، وتقرير مبيعات التجزئة الأمريكية المُنتظر بشدّة. وينضم إلى هذه التقارير أحدث إصدارات الإيرادات الخاصة بكبار شركات التجزئة، مثل والمارت وهوم ديبو، والتي يتوقع صدورها قبل بدء جلسات التداول في الولايات المتحدة. وإلى جانب ذلك، تنتظر الأسواق عدداً من التصريحات من بعض أعضاء الاحتياطي الفدرالي في وقت لاحق اليوم، لتُسلط الضوء على بعض المؤشرات الإضافية بشأن السياسة النقدية. وقد تشهد أسواق العملات والأسهم جولات متجددة من التقلب في ضوء تزاحم الأحداث التي يشهدها العالم.

تقلّب اليورو قُبيل صدور نتائج تقرير الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثالث

لم تجر الأيام القليلة الماضية في صالح اليورو؛ إذ أسفرت المخاوف المتزايدة حيال انتشار كوفيد-19 في مختلف أنحاء القارة والمؤشرات الواردة من البنك المركزي الأوروبي بشأن عزمه رفع أسعار الفائدة العام المُقبل من أدنى مستوياتها الحالية، عن إحداث ضرر كبير في قيمة العملة الأوروبية الموحدة.

وتراجعت قيمة اليورو أمام جميع نظرائه من العملات العشرة الرئيسية يوم أمس، بينما فقد ما يزيد عن 1.5% من قيمته أمام الدولار منذ بداية الشهر. وستُوجه الأطراف الفاعلة في السوق جُلّ تركيزها نحو ما سيصدر هذا الصباح من تقرير الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الثالث. وتوقعت وكالة بلومبيرج توسع النمو بواقع 2.2% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر 2021. وأعاد الاتحاد الأوروبي مؤخراً النظر في توقعاته بشأن النمو، ما قد يدفع اليورو إلى إظهار ردة فعل هادئة تجاه البيانات مع التركيز بشكل أكبر على أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية المرتقبة مساء اليوم.

وأمّا من الناحية الفنية، تتواصل الضغوط على زوج عملات اليورو/الدولار الأمريكي في التداولات اليومية مع تداول الأسعار ما دون 1.1400 نقطة لغاية تاريخ كتابة هذا التقرير. وقد تؤدي استمرار حالة الضعف هذه لما دون هذا المستوى إلى فسح المجال أمام الوصول لمستوى 1.1280. إلا أن التحرك نحو مستوى 1.1450 سيكون مؤشراً عن إمكانية التعافي لللوصول إلى مستوى 1.1523.

مبيعات التجزئة الأمريكية تحت دائرة الضوء 

تُعد بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر أكتوبر أهم الأحداث بالنسبة لمستويات الإقبال على المخاطر اليوم مع إمكانية إحداثها لتقلب مُحتمل في الأسواق أيضاً. وتتوقع النسخة الأولية لمبيعات التجزئة، بحسب استبيان بلومبيرج، وصول النسبة إلى 1.5%، وهي أكثر من ضعف الرقم المُسجل خلال شهر سبتمبر عند 0.7%. وقد تؤدي تلبية نتائج التقرير لتوقعات السوق أو تجاوزها إلى زيادة زخم التوقعات بشأن توجه الاحتياطي الفدرالي لزيادة أسعار الفائدة بشكل أسرع من المتوقع. ويتخذ المتدالون حالياً قراراتهم بناءً على احتمالية بنسبة 43% بإقرار زيادة واحدة على الأقل في أسعار الفائدة في موعد أقصاه مايو 2022 وبنسبة 82% لاعتماد هذه الزيادة في منتصف شهر يونيو من العام المقبل. وسنشهد تأثير تقرير مبيعات التجزئة القوي على تعزيز احتمالات رفع أسعار الفائدة في مايو.

ويبقى الدولار الأمريكي الأقوى بين العملات العالمية منذ بداية الشهر، مع تسجيل مؤشر الدولار لمكاسب قاربت أعلى مستويات منذ شهر يوليو 2020. وقد تصل الأسعار لحاجز 96.00 نقطة هذا الأسبوع في حال استمرار هذا الزخم التصاعدي.

لمحة عن السلع الأساسية – الذهب 

تحوم أسعار الذهب عند أعلى مستوياتها منذ شهر يونيو بالتزامن مع تقديم المستثمرين لقراءة متفائلة حيال القمة الافتراضية المرتقبة بين قادة أضخم اقتصادين في العالم. وقد تتأثر التوقعات قصيرة الأمد للمعدن الثمين بأرقام مبيعات التجزئة الأمريكية المنتظرة هذا المساء. ويُمكن للنتائج القوية للتقرير أن تكون تطوراً إيجابياً بالنسبة للذهب، لا سيما في ضوء ما قد يُسببه هذا من زيادة المخاوف حيال ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المحتمل.

ومن الناحية الفنية، وصل الذهب إلى مستوى المقاومة عند حوالي 1870 دولاراً للأونصة. ومن شأن أيّ ارتفاع كبير فوق هذا المستوى أن يفسح المجال أمام الذهب للوصول إلى مستوى 1900 دولاراً للأونصة. بينما قد تُؤدي مواجهة المقاومة عند هذا المستوى إلى تراجع جديد نحو حاجزي 1845 و1832 دولاراً للأونصة، على الترتيب. 

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.