سادت أجواء الحذر الأسواق المالية بالتزامن مع تحوُّط المستثمرين قُبيل بداية أسبوع جديد حافلٍ بالتقارير الاقتصادية الرئيسية والأحداث المحفوفة بالمخاطر. وبدت الأسهم الآسيوية في موقف لا تُحسد عليه هذا الصباح في أعقاب التراجع المُسجّل في بورصة وول ستريت خلال الليل بعد إعلان أبل عن خططها لإبطاء عملية التوظيف والإنفاق على النمو للعام المقبل. وعزّزت المخاوف المتجددة من انتشار كوفيد-19 في الصين من الأجواء السلبية لتزيد مستويات القلق حيال تباطؤ النمو الاقتصادي.

وستواجه أصول المخاطر أسبوعاً حافلاً بالتقلبات في ظل إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة نظراً للأجواء السلبية المخيمة على الأسواق. وتراجعت قيمة العقود الآجلة الأوروبية قُبيل انطلاق اجتماع البنك المركزي الأوروبي المرتقب يوم الخميس. وأمّا فيما يتعلق بالسلع الأساسية، تراجع أداء المضاربين على ارتفاع أسعار النفط هذا الصباح في أعقاب الارتفاع المُسجل يوم أمس، في حين تراوحت أسعار الذهب فوق حاجز 1700 دولار للأونصة.

وفي سوق العملات، جرى تداول الدولار الأمريكي فوق أدنى مستوياته لهذا الأسبوع أمام نظرائه من العملات الرئيسية، بينما عزّز من تعافيه بعد تكافؤه مع الدولار في وقت سابق. وارتفعت قيمة الدولار الأسترالي مقابل جميع العملات العالمية العشرة الرئيسية هذا الصباح، ليُحقق مكاسب اقتربت من 0.6% مقابل الدولار الأمريكي على خلفية الموقف المؤيد لكبح جماح التضخم ضمن محاضر اجتماعات بنك الاحتياطي الأسترالي. ولجأ البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة بمُعدل 50 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع مع الاتفاق على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لتشديد الأوضاع النقدية خلال الفترة المقبلة. ونجد من خلال إلقاء نظرة سريعة على الناحية الفنية بأنّ زوج عملات الدولار الأسترالي/ الدولار الأمريكي يضغط باتجاه الوصول إلى مستوى 0.6850، علماً أنّ أيّ تجاوز قوي لمستوى المقاومة هذا سيُحفز الارتفاع نحو مستوى 0.7000 من جديد.

اليورو يتعافى من مرحلة التكافؤ مع الدولار قُبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي

يبقى اليورو محط اهتمام شريحة كبيرة من الأسواق في مختلف أنحاء العالم عقب وصوله الأسبوع الماضي لمرحلة التكافؤ مع الدولار الأمريكي للمرة الأولى منذ عشرين عاماً. وتتجه جميع الأنظار نحو قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة والمؤتمر الصحفي المرتقب لرئيسته كريستين لاغارد يوم الخميس. ومن المتوقع أن يرفع البنك أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2011 مع ترقب الأسواق لزيادة تصل إلى 25 نقطة أساس. ومع ذلك، ستُبقي هذه الخطوة أسعار الفائدة في منطقة اليورو ضمن النطاقات السالبة برغم ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة عند 8.6%.

وقد يرتبط مصير اليورو بتداعيات التعليقات الصادرة عن كريستين لاغارد وأداة سياسة مكافحة التجزئة الخاصة بالبنك المركزي الأوروبي، في ضوء الارتفاع بواقع ربع نقطة الذي توقعته الأسواق. وسيخضع اليورو لضغوطات كبيرة في حال جاءت خطط البنك المركزي الأوروبي مخيبة للآمال أو لم يصدر عن مؤتمر لاغارد الصحفي أيّ تصريحات ذات أهمية أو تزايد الغموض الذي يلف الوضع في إيطاليا. ومن الناحية المقابلة، سيحظى المضاربون على ارتفاع قيمة اليورو بزخم جديد في حال إقرار زيادة مفاجئة بواقع 50 نقطة أساس في أسعار الفائدة أو خرجت لاغارد بتصريحات قوية مؤيدة لكبح جماح الفائدة أو ظهرت ردة فعل إيجابية لأداة البنك المركزي الأوروبي. وبصرف النظر عن نتائجه، سيكون اجتماع يوم الخميس تاريخياً وسيترك أثراً مستداماً على العملة الأوروبية الموحدة.

لمحة على العملات - زوج الجنيه الإسترليني الدولار الأمريكي

قد يشهد الجنيه الإسترليني أسبوعاً حافلاً بالتقلبات، في ضوء البيانات الاقتصادية المحلية المرتقبة للمملكة المتحدة. وكانت أولها بيانات سوق العمل التي صدرت صباح اليوم وأظهرت ضيق السوق برغم عدم تزايد مستوياته. وكشف مكتب الإحصاء الوطني البريطاني بأنّ معدلات البطالة بقيت على حالها عند 3.8% خلال شهر مايو، كما خيبت الإيرادات التوقعات بتحقيق نمو بلغ 6.2% فقط، التي جاءت دون التوقعات عند نسبة 6.7%، وتراجعت عن نسبة 6.8% المسجلة في شهر أبريل. ويُرجّح أن يُعزز هذا من المخاوف حيال تباطؤ النمو الاقتصادي المرتبط بتراجع الاستهلاك، لا سيما في ضوء انخفاض الأجور الحقيقية في المملكة المتحدة.

وصلت معدلات التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوياتها على مدى أربعة عقود، ووجدت الأسر البريطانية نفسها في مواجهة ضغوط كبيرة ناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة. وتُشير التوقعات إلى توجه بنك انجلترا لرفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر أغسطس بهدف كبح جماح التضخم. وقد يُواصل الجنيه الإسترليني منحاه التنازلي في المرحلة المقبلة في ضوء تراجع الرغبة بشرائه بسبب مخاوف الركود والغموض السياسي. ويبقى زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي تحت الضغوط أيضاً مع استمرار تراجعه لما دون 1.2000 مع توقعات بالهبوط نحو 1.1760 وأكثر.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.